رئيس الجمهورية يلقي كلمة العراق في قمة المناخ ٢٠١٤
شارك رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في قمة المناخ التي عقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم ٢٠١٤/٩/٢٣ وألقى الرئيس معصوم كلمة العراق في المؤتمر.
وسيلقى رئيس الجمهورية هذا الأسبوع كلمة العراق في أعمال الدورة ٦٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية في قمة المناخ:
“السيد الامين العام للامم المتحدة المحترم..
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي..
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه القمة المهمة، أعرب لكم عن تقديرنا لجهودكم في عقد هذا اللقاء الحيوي، الذي يكتسب أهميةً عالميةً لأنه يتناول ظاهرةً تهدد حضارتنا وأنظمتنا الحيوية، ألا وهي ظاهرة تغير المناخ.
لقد كان العراق، البلد المؤسس للأمم المتحدة، غائباً ولأسباب نعرفها من المناقشات الضرورية حين بدأت مفاوضات الإتفاقيات البيئية في عام ١٩٩١.
وتم لاحقاً إدراج الإنتماء للإتفاقية الإطارية للمناخ والاتفاقيات الخاصة بالتصحر والتنوع البيئي في لائحة التزامات العراق ضمن العهد الدولي مع العراق والذي ساهمت به الأمم المتحدة. وقد تم أيضاً التصديق على الاتفاقية الاطارية والتي دخلت حيز التنفيذ في ٢٠٠٩/١٠/٢٦.
إن التوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة قانونياً لنظام جديد يعمل على خفض الإنبعاثات والحد من ارتفاع درجات الحرارة، يعد أمراً حيوياً لمستقبل الأجيال الحالية والمقبلة ولقدرات كوكبنا.
إن العراق ماضٍ في دعم العمل الذي يقوم به الفريق العامل المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزز من اجل التوصل الى اتفاق قانوني او بروتوكول جديد او اي نتيجة قانونية ملزمة بحلول ٢٠١٥، وليكون نافذاَ في ٢٠٢٠.
إننا ندعم وبقوةٍ، الجهود الحثيثة للتوصل الى اتفاق دولي يتصف بالشمولية والعدالة. ونعتقد ان على الدول المتقدمة، بوصفها المسؤول الاول عن ظاهرة تغيير المناخ، ان تفي بالتزاماتها القانونية.
هذه الإلتزامات قد تشمل برامج التكيف والتمويل ونقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة بشروطٍ ميسرةٍ، وبناء قدرات الدول النامية، وزيادة الاستثمار في مشاريع التخفيف من خلال آلية التنمية النظيفة.
كما ندعو الدول المتقدمة بتوفير المشورة الفنية والدعم المطلوب للدول النامية من اجل تنويع اقتصاداتها التي تعتمد على الوقود الاحفوري.
لقد وضع العراق الاستراتيجية الوطنية للطاقة للاعوام ٢٠١٣ إلى ٢٠٣٠.
هذه الإستراتيجية تركز في رؤيتها على تطوير قطاع الطاقة بطريقة متكاملة ومستدامة وصديقة للبيئة.
وذلك لتوفير احتياجات الطاقة المحلية وتعزيز التنوع والنمو الاقتصادي، وتحسين معيشة المواطن العراقي، وخلق فرص عمل له وجعل بلاده لاعبا دوليا ذو دور يتناسب مع حجمه في اسواق الطاقة الاقليمية والعالمية.
إن العراق يعمل على تحسين وتطوير العديد من المشاريع وجعلها صديقة للبيئة لاسيما مصانع الاسمنت والطابوق. اضافة الى مشاريع الإستفادة من الغاز المصاحب في الحقول النفطية والذي يحرق حالياً بكميات هائلة.
كما نقوم الآن بإعادة الانظمة البيئية المدمرة كالأهوار في الجنوب وإنشاء المحميات البيئية في كوردستان وحملات التشجير، وذلك لدورها الكبير في التخفيف من اثار تغيير المناخ على العراق لاسيما العواصف الرملية والترابية، والجفاف والتصحر التي تفاقمت بسبب انخفاض نسب المياه الواردة إلى العراق من دول الجوار.
لقد انتهى العراق للتو من اعداد مسودة مشروع لاستخدام الطاقة الضوئية الشمسية، بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي لتوليد الطاقة، من اجل تعزيز وتنويع مصادر الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة.
نحن في العراق نعرف ما هو المناخ الساخن وعلينا تفادي اي تغيرات سلبية مستقبلية تؤثر على شعوبنا وعلى منطقتنا وعلى العالم. ولذا نتمنى من هذه القمة أن تساهم في تحويل ملف البيئة من نقطة خلاف إلى نقاط إلتقاء بين شعوبنا وبلداننا لكي نصنع مستقبلاً آمناً وبيئة نظيفة لأجيالنا القادمة.
وشكراً”
Leave a Reply